Monday, August 26, 2013

نداء للمشاركات في مؤتمر الحوار، لتعزيز الكوتا "الحصة النسبية"


نداء للمشاركات في مؤتمر الحوار، لتعزيز الكوتا "الحصة النسبية"
سماء خالد الهمداني
١٣ أغسطس ٢٠١٣

 قبل بدء الحوارالوطني، ، توقعت في مقال سابق نشر في "برنامج التدريب الدولي لإدارة الصراعات" أن المرأة اليمنية ستجد صعوبة في تحديد أولوياتها. هل هي ناشطة نسوية أو سياسية أولا؟ مع كل التحديات الملحة التي تواجه اليمن، هل ستهمل قضايا المرأة؟ في اعتقادي ان المرأة اليمنية لم تستعد جيدا لترتيب مطالبها  في وقت مبكر، ونحن الآن على بعد  شهر واحد فقط من نهاية الحوار ولم تنجح المشاركات في وضع جدول عمل مشترك لمناصرته في لجان العمل التسع. الآن وفي الشهر الاخير، ستضطرالمشاركات للنضال  من أجل معركة كبرى، وهي حصة الثلاثين بالمائة  بنسبة  في الهيئات التشريعية والتنفيذية والقضائية وحتى في مواقع اتخاذ القرار في الأحزاب السياسية.

في الأسبوع الأول من أغسطس، حضرت مؤتمرا للنساء المشاركات في الحوار الوطني، والذي أعد بالمشاركة بين منظمة فريدريش إيبرت والامم المتحدة. وسمعت من كثير من الحضور  أن هذا الملتقى ليس بالوحيد الذي رتب من قبل مؤسسات دولية للمشاركات في الحوار و يبدو أن الأمم المتحدة تقوم باحتكار لقاءات النساء والشباب.  بغض النظر، خلال هذا الحدث، قدم  الدكتور فؤاد الصلاحي ورقة ممتازة عن حقوق المرأة في اليمن وأهدافها في الحوار الوطني. وكان الجانب السلبي الوحيد لهذا الحدث أن د. الصلاحي صرح بإنه لا يعتقد حقا بأن الحوار قادر على تحقيق الأهداف التي كتب عنها أوعن أي شيء اخر، فهو يشعر بأن نتائج  الحوار قررت سلفا من قبل أفراد ذوي نفوذ وراء أبواب مغلقة.

بالرغم من ان المعلومات والفعالية كانتا مفيدتين للغاية، إلا ان أملي خاب لان الوثيقتة لم تتعامل مع معتقدات الباحث الشخصية وفهمت من سلوك الحاضرات  أن الشك ينتابهن في قدرتهن على تحقيق أي شيء يذكر للمرأة. فيما بعد وفي حديث خاص، قالت لي واحدة من أبرز الحاضرين : "أتمنى أننا ناقشنا أساليب الضغط لفرض حصة ​​ال ٣٠٪ أو اي من حقوق المرأة في الدستور". هكذا وباختصار، هذه المقالة هي عن الآليات والتكتيكات التي يمكن أن تستخدمها المرأة اليمنية في حوارها الوطني.

ليس من السر أن المرأة في الحوار الوطني هي في وضع غير مؤات بنسبة ٢٦٪ (وفي خارج الحوار ثلاث وزيرات من أصل خمسة وثلاثين، وامرأة برلمانية من أصل ٣٠١ برلماني). على الرغم من أن الحوار الوطني جار ، فان التعيينات الحالية لا تأخذ نسبة ال٣٠٪ للنساء بعين الاعتبار. ومن المرجح أن العديد من هؤلاء النساء قد يقفن إلى جانب سياسة أحزابهن والتصويت ضد حقوق المرأة لأنهن يفضلن أن يكن ساسة بدلا من ناشطات في مجال حقوق المرأة. ولكي تنجح المرأة، يجب على هذا المبدأ بالتغير. ومن الواضح أيضا، في هذه المرحلة من الحوار الوطني، أن الحوار لن يؤدي إلى تحقيق أي مصالحة أو إجراءات لحل مشاكل اليمن. نتيجة الحوار الوحيدة ستتمثل  في شكل الحكومة والنظام الإنتخابي الجديد، بالاضافة الى دستور مفصل. مشكلة اليمن الرئيسية لم تكن قط في الدستورـ بل في تنفيذ القوانين - ومع ذلك فإنه لا يزال مهماته تحاول  للنساء ضمان حقوق أفضل للمرأة في المستقبل في حالة بدء تنفيذ القوانين. في ظل هذا الجو السياسي الكئيب، لا اظن ان ثمة انجازات كبرى في انتظار المرأة ولكن إذا لم تستطع النساء الوصول لحصة الاناث، فإني سأدعو المرأة اليمنية لتثور على نفسها.

مشكلة النساء في اليمن (وكل المجموعات المستقلة أخرى) هي أنها ترفض القيادة.
 ينظراليمنيون الى الفرد ويتفحصون معتقداته وفلسفته السياسية الكاملة، و إذا لم يتفقوا معه بشكل تام يرفضوا تأيده. هذا النهج بحاجة الى التغيير، فالنساء بحاجة إلى الجلوس معا والتفاوض والاتفاق العام ، فإن الاتفاق بالإجماع ليس ضروريا  اذا تم اشراك الغالبية. وبدون ذلك، الباقي لا طائل منه.
 
عندما يتم تأمين اتفاق مبدأي على بعض النقاط الأساسية، يجب على النساء الانخراط في تحالفات ونسج  شبكة للمرأة اليمنية تمتد إلى خارج مؤتمر  الحوار وتغطي كافة انحاء اليمن.على الرغم من السياسات، والمواقع والمذاهب والمخاوف المختلفة، لا تزال المرأة موحدة من خلال نوع جنسها مما يسهل عملية الدمج بين الفئات المختلفة. وبعد تكوين التحالفات، يجب على المشاركات التركيز على أساليب خلق مواقف ايجابية من الشعب. اولا، يجب جمع التعاطفات فالفوز لا يأتي رخيصا. وكل حملة بحاجه الى المال ومن حسن حظ نساء اليمن فان الكثير من المنظمات يدعمن نطور النساء. لذا يجب على المشاركات البدء بجمع المال من الجهات المانحة الكبرىداخلية قبل الخارجية، ومن ثم جمع التبرعات الصغرى، مع الأخذ في الاعتبار أن الوقت بدأ ينفد.

يجب على النساء ممارسة الضغط على القواعد  (أو الضغط بطريقة غير مباشرة) وهنا تطلب النساء من المجتمع الاتصال بالمسؤولين الحكوميين وأفراد المجتمع الذي يؤثرون سياسيا بشأن مسألة الكوتا. أبجديات الضغط تشمل كتابة رسائل إلى جميع المنظمات اللاربحية لإبلاغهم بخطط التحالف النسوي، وبإمكان المنظمات المساعدة في تنظيم حملة للمرأة وبدعمها من خارج البلاد. ويجب على المعنيات بالأمر  القيام بالزيارات الشخصية للنساء في منازلهن في مختلف القرى والمحافظات (ويجب تحديد هدف الزيارة بدعم حقوق  المرأة لا أكثر ) وباللبعد عن القضايا الايدولوجية والسياسية). وعندما تصبح المجموعة أكثر تنظيما، يجب محاولة لقاء رئيس الجمهورية لتقديم متطلبات المرأة في الحوار الوطني.

ما تحتاجه المرأة اليمنية الآن أكثر من أي وقت مضى هو حملة إعلامية على شبكة الإنترنت، وفي وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والراديو. يجب ان تصاغ الاهداف خارج الجعجعة السياسية، وأن تكون مبادؤها  مبسطة. وسيكون من المفيد إذا تم اختيار ثلاث ناطقات بإسم حركة المرأة  للتواصل مع مختلف وسائل الإعلام بشكل منتظم وللتواصل مع الجماهير والشعب بشكل عام. وبعد ذلك فإنه من ألسهل جمع النساء لإحداث تأثير كبيرفي وقت لاحق، ويمكن استخدام اساليب مثل المقاطعة وحشد المظاهرات. المرأة الان بحاجة الى ادراك قوتها الاجتماعية واستخدامها لصالحها.

اما في داخل الحوار، تحتاج المرأة لاستخدام النداء الأخلاقي لتحقيق حصة ال٣٠٪ كطلب عادل. بسبب القوالب النمطية الثقافية في مجتمعنا الأبوي، نادرا ما تنجح المرأة في الانتخابات بناء  على نوعها  فقط وبغض النظر عن مؤهلاتها ويمكن تصحيح هذا الظلم عن طريق منح النساء حصة محددة من التمثيل في البرلمان. الهدف من التفاوض داخل الحوار هو الحصول على الرضا المتبادل ومناشدة شعور الآخرين للعدالة. تخصيص حصص للمرأة لا تصنع التميز، ولكنها تعوض عن حواجز فعلية في مجتمع  لا يمنح المرأة نصيبها العادل من المقاعد السياسية. للنساء حق، كمواطنات ، إلى التمثيل المتساوي وهناك حاجة إلى تجاربهم في الحياة السياسية لضمان نجاح مستقبل اليمن على المدى الطويل. الحصة النسبية ضرورية لأن المرأة في وضع غير مؤات (الأغلبية أمية)، ولا يمكن اختيار النساء في الحكومة والاحزاب على أساس المؤهلات التعليمية - لأسباب كثيرة منها استبعاد ​​المرأة العادية وتشجيع صنع حكومة نخبوية أخرى. الحصة النسبية هي عادلة لأنها توفر مقاعد للمرأة في حال اختيار نظام التمثيل النسبي في انتخابات اليمن القادمة.

استراتيجية أخرى هي استخدام "التغطيه" أو التعميم في الحديث عن حقوق مشاركة المرأة السياسية. هذا الاسلوب ابتكره الاطفال ومن اسهلهم استخداما. فالكثير من الدول العربية والمسلمة استخدمت الكوتا مثل ليبيا، تونس، العراق،المغرب، مصر، والأردن. والان اليمن استخدمت هذا النظام في الحوار الوطني ولم ينتهي العالم. وبامكان النساء استخدام استراتجيات اخرى مثل الإقناع الرشيد، النداء الملهم، والتشاور. ثم يمكن تبادل المنافع مع مجموعات الاقليات والشخصيات المحرومة الأخرى باستخدام  المقايضات  (مع التركيز بشكل خاص على فتة الشباب المستقل).

في الختام،علينا الادراك بان الجماعات المعارضة لحصة ال٣٠٪  تقوم بتعبئة الناس وهم مستعدين لخوض  المظاهرات.
المرأة في الحوار الوطني بعيدة نوعا ما عن الواقع اليمني وهي بحاجة إلى التواصل مع الشارع اليمني أكثر من اي شيء أخر. النساء بحاجة إلى ترسيخ قضيتهن ولتجاهل الأيديولوجيات السياسية. وعلينا تذكير الجميع بأن اليمن قد وقعت بالفعل على العديد من الاتفاقيات الدولية لضمان حقوق المرأة. وعلى جميع النساء العلم بان حقوق المرأة متوافقة مع ديننا الإسلامي وأحثهن  باستخدام هذا الدين الرحيم لصالحهن بدلا من استخدامه لتعقيد مستقبلهن ومستقبل غيرهن. حان الوقت لتقوم المرأة اليمنية بدورها كقائدة وارجو من المشاركات في الحوار الوطني إلهام وتوحيد الأجيال الشابة من النساء فهن في حاجة إلى ذلك. فارجوكن ، ضعن  حاجتكن الشخصية وتطلعاتكن السياسية جانبا من أجل مستقبل الامة.
UA-42312960-1